مخيّم سفراء: تمكين الشباب من أجل غدٍ أفضل:
يعدّ مخيّم سفراء من ناحية الإقامة هو المخيّم الأوّل من نوعه الذي ضمّ حوالي أربعين مشاركاً من الشّباب الإسماعيليّ في سورية، الذين كانوا متحمّسين للقيام بتجربة تعليميّة شاملة تعزّز النموّ والصّداقة والإلهام.
استقطب المخيمُ شباباً تتراوحُ أعمارُهم ما بين 14 – 17 عاماً من مختلف المدن والبلدات والقرى السوريّة.
وقد تمّ تنظيمُ مخيم سفراء لإتاحة مساحة للشّباب من أبناء الجماعة للتأمّل بما كان مجهولاً في السنوات الأخيرة، ولطرح أفكار تساعد في بلورة المستقبل.
أُقيمَ البرنامجُ الذي استمرّ مدّة سبعة أيام في الموقعٍ التاريخيّ لمدرسة المحمديّة، الواقعة في منطقة نهر الخوابي في طرطوس – وهي موقعٌ بارزٌ ليس للجماعة الاسماعيلية فحسب، ولكن للمجتمعات المجاورة، والمجتمع الأوسع أيضاً – منذ تأسيسها على يد مولانا سلطان محمد شاه في عام 1929م.
اعتُبرت المدرسةُ منارةً دائمةً للمعرفة والتسامح والتعدديّة فكانت المكانَ الأمثلَ لاستقبال المخيم لتواؤمها مع أهداف البرنامج المتعددة.
وتطلعاً لإلهام المشاركين وتثقيفهم بمبادئ وأخلاقيّات عقيدتنا، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعبير عن هويتهم، أُقيم المخيّم لتطوير الشباب فكرياً وأكاديميّاً واجتماعياً، ليصبحُوا سفراءَ للمجتمع..
خطاب مولانا الإمام الحاضر الذي ألقاه في "أتلانتا"، الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2008 م والذي ذكر فيه أنه: " إنّ عقلاً شديد الذكاء وقابلاً للتكيف، وطبعاً عملياً وتعاونياً، وتوجهاً أخلاقياً قوياً - هي الأسس للقيادة الفعّالة بشكل متزايد. وأودّ أن أضيف إلى هذه القائمة القدرة على التواضع الفكري التي تحفظ عقل الإنسان منفتحًا باستمرار على وجهات النظر المتنوعة والتي ترحب بتبادل تعددي".
ترمزُ التجربة بمجملها إلى لوحة فسيفساء مزيّنة بفرص التعلّم الداخلية والخارجيّة، التي ساهمت جميعُها بشكلٍ هادفٍ في رحلة التعلّم للمشاركين. ففي أحد الأنشطة الخارجية، زارت المجموعة مدينة مصياف التاريخية، وأمضت بعض الوقت في قلعتها القديمة وقاموا باستكشاف جذورها التاريخية، وأخذ المعلومات عن مشروع الحفاظ على الآثار البارز، الذي أنجزته أمانة الآغا خان للثقافة (AKTC ) في عام 2004. وفي إحدى الجلسات التي أُقيمت في المخيّم، بعنوان "بيئتنا: ثروتنا"، استكشف المشاركون أدوارهم كأوصياء مسؤولين عن حماية بيئتنا الطبيعية، وضمان استدامتها.
قال أحدُ المشاركين: "كان ذلك الأسبوع كافياً لي لقلب حياتي رأساً على عقب"، وتابع مستعرضاً تأثير المخيّم وذكرياته: "أولاً: بقيت بعيداً عن التكنولوجيا، وشغلت وقتي بأنشطة أكثر فائدة وذات مغزى. ثانياً، تعرفت على أشخاص جدد أفادوني كثيراً، وأصبحوا عائلتي خلال الأيام السبعة، وسيبقون كذلك على المدى الطويل".
ومن أبرز الأحداث في المخيّم، ما أظهره المشاركون من قيم الرعاية والمودة والكرامة، من خلال الترحيب بمجموعة من كبار أبناء الجماعة، الذين أشار إليهم المشاركون باسم "أعضاء المجموعة الذهبية". إذْ اجتمع الشباب معهم، وقدموا ترحيباً حارّاً من خلال تنظيم عدد من الأنشطة، والقصائد، والأغاني، وأصغوا باهتمام لمشاركة كبار أبناء الجماعة بقصص حياتهم الملهمة، والحكمة، والدروس القيمة.
وأعرب مشاركٌ آخرُ عن تقديره لدور المخيم في تعليمه "مهارات التواصل والانضباط، وإدارة الوقت، والقدرة على البقاء سعيدًا بعيداً عن منصّات التّواصل الاجتماعي".
تركت تجربةُ المخيّم أثراً لدى الشباب الحاضرين، وستستمرُّ في إلهامهم، وهم يشرعون في رحلات حياتهم الخاصّة، مسترشدين بروح التعلّم والتواصل والخدمة. وإنّ أمل المخيم هو أن يكون الأربعون مشاركاً حافزًا واعداً للتغيير، محلياَ وعالمياً، مردّدين بذلك مقولة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس: " آمال العالم معلقة على الجماعة".