:تأملات عيد المولد النبوي الشريف (1)
ولد النبي محمّد (ص) في عائلة كريمة من بني هاشم في مجتمع شبه الجزيرة العربية. وقد وصف مولانا الإمام علي في نهج بلاغته ومعدن حكمته نسبه الشريف بقوله: اخْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الأنْبِيَاءِ، ومِشْكَاةِ الضِّيَاءِ، وذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ وسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ، ومَصَابِيحِ الظُّلْمَةِ، ويَنَابِيعِ الْحِكْمَةِ. ص205
ولد النبيّ محمّد(ص)، يتيم الأب في عائلة بني هاشم التي جسدت دروساً رائعة في التضامن الأسري، والجدارة بتحمّل مسؤولياتها في التربية والقيادة الصحيحة في المجتمع. إنّها أعدّت النبيّ محمّد (ص)إعداداً رائعاً يصفه الشاعر والأديب الألماني يوهانج فولفانج غوتّه بقوله: " كان الرسول معدّاً اعداداً ربّانياً انفرد به من سابقيه من الرسل والأنبياء على كثرتهم. كان رسول الإسلام متواضعاً محبّاً للخير وجاءته رسالة الخير، استطاع بحبّه لرسالته أن يجعلها تمتد وتنتشر، وتضرب جذورها في أعماق النفس البشرية التوّاقة دائماً للتعرّف على النواحي الإيجابية في الحياة".
بدأت سمات التميز والرقي في شخصية النبيّ محمّد(ص)، تظهر عندما دعا إلى الحياة الأخلاقية وذلك بإحقاق الحق، وإقامة العدل، ونشر الخير، وإحلال السلام من خلال تشكيله حلف الفضول عام 598م، وبحكمته دعا إلى الوحدة في إيجاد الحلول لاختلاف القبائل في وضع الحجر الأسود عند بناء الكعبة ونيل الشرف في ذلك
ووفقاً لمصادر فكريّة عديدة قيّمة ومنها مولانا الإمام الراحل سلطان محمّد شاه (ع) بأنّ ميلاد النبيّ الكريم محمّد(ص) أحدث منعطفاً تاريخياً هامّا في حياة مجتمع شبه الجزيرة العربية، وجلب له الازدهار، والنظام والامتياز الأخلاقي، والرقي الحضاري على مرّ العصور والأزمان حين قال:" في القرن السابع الميلادي من العصر المسيحي، كان هناك ازدهاراً جديداً وسريعاً ورائعاً للرغبة والمقدرة البشرية للمغامرة والاكتشاف في ميداني الروح والعقل. فقد بدأ ذلك الازدهار في شبه الجزيرة العربية. فقد منح جدي المقدس، النبي محمّد، أصلا وزخماً له (الازدهار)، ونعرفه باسم الإسلام".
---------------------------------------------------------------------------------------------
تأملات عيد المولد النبوي الشريف (2):
يصف مولانا أمير المؤمنين عليّ (ع) الميلاد العظيم بقوله:
" بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ (ص) ... مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلادُهُ".
وإنّ البعثة النبوية هي استجابة للدعاء الوارد في قوله تعالى في القرآن الكريم:" رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ }
لقد استمر اشعاع نور الرسالة الإلهية، وحضورها الفعّال بعد رحيل النبي الكريم من دار الدنياً من خلال عقيدة الإمامةو مؤسساتها وجماعاتها عبر الأزمان. وقد أوضح مولانا الإمام الراحل سلطان محمّد شاه ذلك في مذكراته حين قال:" المدرسة الفكرية الشيعية تقول في حين أنّ الوحي الإلهي انقطع بعد وفاة النبي، إلاّ أنّ الحاجة للهداية الإلهية استمرت.... فالشيعة إذاً كانوا ولايزالون يعتقدون بأنّ القدرة والهداية والقيادة الإلهية بعد وفاة النبي تجلّت في الإمام علي بوصفه الإمام الأول للمسلمين.
وقد استكشف الدعاة الإسماعيليون رسالة النبيّ محمّد(ص)، وأبرزوا تعاليمها، واستخرجوا معانيها، ويبرز ذلك واضحاً في تعبير الداعي الإسماعيلي أبو حاتم الرازي حين قال:" واختاره من الأنام؛ فكان أطهر الناس نفساً، وأطيبهم روحاً، وكانت روحه الناطقة، ونفسه الحسيّة أبلغ لقبول آثار الوحي..... فلما أثر ذلك الوحي في نفسه وقبله بقلبه وصوره ي فكره، أظهره بنطقه..... وكان ما أظهره بمنزلة ضياء يطلع في العالم؛ فكذلك أضاء في قلوب البشر"
وهكذا تستحضر مؤسسة الإمامة المتمثلة بإمامها التاسع والأربعين مولانا الإمام الحاضر شاه كريم الحسني(ع) بحضورها الحي الدائم إرث النبي محمّد (ص) الروحي، وتراثه الفكري، وأثره الحضاري، ومثاله الأخلاقي من خلال الحضور الفعّال لتعاليم رسالته في عمل مؤسسات الإمامة ومؤسسات الجماعات، وفي حياة الجماعة الإسماعيلية العالمية وعملها وإنجازاتها.
يصف مولانا أمير المؤمنين عليّ (ع) الميلاد العظيم بقوله:
" بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ (ص) ... مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلادُهُ".
وإنّ البعثة النبوية هي استجابة للدعاء الوارد في قوله تعالى في القرآن الكريم:" رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ }
لقد استمر اشعاع نور الرسالة الإلهية، وحضورها الفعّال بعد رحيل النبي الكريم من دار الدنياً من خلال عقيدة الإمامةو مؤسساتها وجماعاتها عبر الأزمان. وقد أوضح مولانا الإمام الراحل سلطان محمّد شاه ذلك في مذكراته حين قال:" المدرسة الفكرية الشيعية تقول في حين أنّ الوحي الإلهي انقطع بعد وفاة النبي، إلاّ أنّ الحاجة للهداية الإلهية استمرت.... فالشيعة إذاً كانوا ولايزالون يعتقدون بأنّ القدرة والهداية والقيادة الإلهية بعد وفاة النبي تجلّت في الإمام علي بوصفه الإمام الأول للمسلمين.
وقد استكشف الدعاة الإسماعيليون رسالة النبيّ محمّد(ص)، وأبرزوا تعاليمها، واستخرجوا معانيها، ويبرز ذلك واضحاً في تعبير الداعي الإسماعيلي أبو حاتم الرازي حين قال:" واختاره من الأنام؛ فكان أطهر الناس نفساً، وأطيبهم روحاً، وكانت روحه الناطقة، ونفسه الحسيّة أبلغ لقبول آثار الوحي..... فلما أثر ذلك الوحي في نفسه وقبله بقلبه وصوره ي فكره، أظهره بنطقه..... وكان ما أظهره بمنزلة ضياء يطلع في العالم؛ فكذلك أضاء في قلوب البشر"
وهكذا تستحضر مؤسسة الإمامة المتمثلة بإمامها التاسع والأربعين مولانا الإمام الحاضر شاه كريم الحسني(ع) بحضورها الحي الدائم إرث النبي محمّد (ص) الروحي، وتراثه الفكري، وأثره الحضاري، ومثاله الأخلاقي من خلال الحضور الفعّال لتعاليم رسالته في عمل مؤسسات الإمامة ومؤسسات الجماعات، وفي حياة الجماعة الإسماعيلية العالمية وعملها وإنجازاتها.
عيد ميلاد مبارك
وكل عام وأنتم بألف خير
هيئة الطريقة الوطنية